يعتبر فقر الدم من الأمراض المنتشرة في العالم، ويصيب الانسان في مختلف اعماره، ونقصد بذلك الرضع والأطفال والمراهقين، والنساء الحوامل، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية.
ويتميز هذا المرض بكون كريات الدم لدى المريض، قليلة من حيث العدد والحجم ومحتواها من الهيموجلوبين، عدا عن حدوث تشوه في شكلها (اي شكل الكريات الحمراء).
والأسباب التي تؤدي للاصابة بهذا المرض عديدة نذكر منها:
- سوء التغذية ونقص الحديد، وفيتامين B12، وحمض الفوليك من الوجبة الغذائية.
- النزف الشديد، الناتج عن جرح أو قطع، أو نتيجة الطمث (بالنسبة للنساء) أو الاصابة بسرطان القولون، أو القرحة وأمراض الكبد، وغيرها.
- ازدياد الحاجة الى عنصر الحديد، وحمض الفوليك، وخصوصاً عند الحمل والرضاعة ومرحلة المراهقة، ومراحل النمو السريع عند الأطفال.
- سوء امتصاص العناصر والفيتامينات بسبب اضطرابات الجهاز الهضمي، أو بسبب بعض الأدوية.
الأعراض:
أما أعراض فقر الدم فتتمثل في الآتي: الصداع، شحوب اللون، الشعور بالاجهاد، اصفرار الوجه، ضيق التنفس بعد أداء التمارين الرياضية.
أنواع فقر الدم
اولاً: فقر الدم الناتج عن نقص عنصر الحديد:
معروف أن نخاع العظم ينتج كريات الدم الحمراء بصورة طبيعية، ويعتبر الهيموغلوبين المكون الرئيسي لها. ويدخل عنصر الحديد في تركيب الهيموغلوبين، الذي يقوم بعملية نقل الأوكسجين من الرئتين (بعد عملية الشهيق) الى خلايا الجسم، وحمل غاز ثاني أكسيد الكربون من خلايا الجسم الى الرئتين ليخرج مع الزفير. وعندما يحدث نقص في العناصر الغذائية، ومنها الحديد وفيتامين B12، وحمض الفوليك والبروتين وفيتامين C وE والنياسين، فإنه يقل انتاج العظام للهيموغلوبين، ما يؤدي الى انخفاض نسبته في الدم محدثاً مرض فقر الدم.
وتعد الأمهات الحوامل والأطفال من الفئات الاجتماعية الأكثر عرضة للاصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد. وهنا تفصيل ذلك:
الأمهات الحوامل:
يعاني كثير من الأمهات الحوامل من فقر الدم بسبب زيادة الطلب على عنصر الحديد والفيتامينات الأخرى خلال الحمل. ونظراً لحاجة الجنين للعناصر الغذائية المهمة، التي منها الحديد والفيتامينات، فإن انتاج الكريات الحمراء، في اثناء الحمل، يزيد لتوفير العناصر الغذائية اللازمة للجنين.
ومعروف أن كمية الدم في الأم الحامل تزيد بنسبة خمسين في المئة عن الأمهات غير الحوامل. وذلك لزيادة احتياج الجنين والمشيمة والتغييرات التي تحدث في اثناء الحمل. وهذه الزيادة تؤدي بدورها الى تخفيض الدم، ويصبح تركيز الهيموغلوبين في الدم قليلاً، وبسبب هذه التغييرات فإن الأم الحامل تحتاج الى التزود بالحديد والفيتامينات لمنع حدوث فقر الدم.
الأطفال:
أما سبب فقر الدم الرئيسي عند الأطفال فيعود الى أن الطفل عندما يتعدى سن الستة أشهر، تستمر الأم بإعطائه الحليب فقط، كغذاء كامل ووحيد، رغم أنه من المفروض أن يتناول اغذية متنوعة. وليس هذا، فحسب، فهناك بعض الأمهات يقصرن الغذاء على الحليب، رغم أن أطفالهن تجاوزوا العام أو العامين. وهذه الحالة تسبب نقصاً في الاغذية الأساسية، التي يحتاجها الطفل بعد سن الستة أشهر، ومن بينها نقص عنصر الحديد، الذي لا يتوفر في الحليب بكمية كافية للأطفال بعد سن الستة أشهر.
كمية الاحتياجات الموصى بها من الحديد:
- الرضع: 6-10ملغم يومياً.
- الرجال: 10 ملغم يومياً.
- الأطفال: 10-12ملغم يومياً.
- النساء: 15ملغم يومياً.
- الحمل والرضاعة: 30 ملغم يومياً.
المصادر الغذائية للحديد:
- الحيوانية: الكبد، الطحال، القلب، اللحوم الحمراء، الدواجن، الاسماك، البيض.
- النباتية: السبانخ، البقوليات، الفاصوليا الخضراء، الملوخية، الخبيزة، الزعتر الأخضر.
- منتجات الحبوب: الخبز الأبيض.
العوامل التي تعيق امتصاص الحديد:
- تناول الأغذية الغنية بحمض الأوكساليك، مثل الأوراق الخضراء، حمض الفايتيك مثل البقوليات.
- قلة تناول الأغذية الغنية بفيتامين C.
- الافراط في تناول العناصر المعدنية، كالكالسيوم والزنك والمنغنيز.
- تناول القهوة والشاي، اللتان تحتويان على مادة "التانين" التي تعيق امتصاص الحديد.
- سوء الامتصاص والاسهال الشديد وامراض الجهاز الهضمي.
ثانياً: فقر الدم الناتج عن نقص حمض الفوليك ويسمى فقر الدم التضخمي:
حمض الفوليك هو أحد فيتامينات B. وفقر الدم الناتج عن نقصه يصيب الانسان في مختلف مراحل حياته.
الاحتياجات الغذائية الموصى بها من هذا الفيتامين:
- الرجال: 200 ميكروغرام يومياً.
- النساء: 180 ميكروغراماً يومياً.
- اثناء الحمل: 400 ميكروغرام يومياً.
- اثناء الرضاعة: (أول ستة أشهر) 280ميكروغراما يومياً.
- أثناء الرضاعة: (حتى عمر عام) 260ميكروغراماً يومياً.
المصادر الغذائية:
- الحيوانية: الكبد، الكلى، البيض، الحمص، الحليب، اللبن.
- النباتية: الخبز البلدي، الخميرة، الخضار الورقية الخضراء، البروكلي، الفول السوداني، البطاطا، الأرز، الأفوكادو.
ثالثاً: فقر الدم الناتج عن نقص فيتامين B12 ويسمى فقر الدم الخبيث:
ويحدث نتيجة لأسباب مختلفة، ويؤدي الى ضعف نقص فيتامين B12. ونتيجة لقلة الحصول عليه من مصادر الغذاء، يصيب النساء بنسبة أكثر، وفي اعمار متقدمة.
الاحتياجات الغذائية الموصى بها من هذا الفيتامين:
- البالغون: 2 ميكروغرام يومياً.
- اثناء الحمل: 2.2 ميكروغرام يومياً.
- اثناء الرضاعة: 2.6 ميكروغرام يومياً.
- الرضع والأطفال: 0.5 ميكروغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم يومياً.
مصادره الغذائية:
الكبد، اللحوم الحمراء، الدواجن، الأسماك والمحار، البيض، الحليب، الأجبان، المكسرات.
رابعاً: فقر الدم المنجلي:
في هذا المرض يحدث تشوه في كريات الدم الحمراء، وتصبح في شكل هلال أو منجل، ويرتفع مستوى الحديد في الدم، ويزداد مخزون الكبد منه، نتيجة لتحلل كريات الدم الحمراء. ويدعم الغذاء الخاص بمرضاه في هذه الحالة بحمض الفوليك وفيتامين (E) وعنصر الزنك. وينصح الأطباء بالابتعاد عن الأغذية الغنية بالحديد.
خامساً: الثلاسيميا:
المصاب بهذا المرض، سواء الحامل لها، أو المتوسطة عنده، أو الشديدة لديه، يحتاج الى عمليات نقل دم باستمرار. وهذا بدوره يؤدي الى ارتفاع نسبة الحديد في دم المريض، حيث يؤدي الى ترسبه في انسجة الجسم والغدد الصماء والكبد والبنكرياس، ما يسبب تلفها. والمرضى الذين يتعاطون علاجات تعيق امتصاص الحديد، ينصحون بالابتعاد عن الأغذية الغنية بالحديد.
سادساً: فقر الدم الانحلالي:
يتميز بقصر عمر كريات الدم الحمراء، علماً أن عمرها الطبيعي هو 120يوماً. عندها يبدأ النخاع بمضاعفة انتاجه من كريات الدم الحمراء. ونظراً لذلك فإن نخاع العظام يفقد قدرته على الانتاج المتزايد ما يسبب تحلل الدم.
سابعاً: فقر الدم غير المصنع:
يقل فيه عدد كريات الدم الحمراء في الدم لقصور انتاجها من نخاع العظم.
اشارة:
اعدت هذه المادة بتصرف من كتيب، اصدرته جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بعنوان: "فقر الدم".
0 التعليقات:
إرسال تعليق