يعرف البهاق كحالة مرضية ناتجة من تكسير وتلف الخلايا الصبغية , فتظهر رقع بيضاء اللون غير منتظمة الشكل على الجلد . و قد تؤثر على أى جزء من الجسم ولكن من الأماكن الأكثر شيوعاً هى المناطق المكشوفة (الوجه ، العنق ، العيون ، فتحات الأنف ، حلمة الثدي ، السرة ، الأعضاء التناسلية)، مناطق ثنيات الجسم ومنها (الأرفاغ ، منطقة الإبط) ، أماكن الإصابات (القطوع والحروق والجروح المكشوطة) ، حول الشامات الملوَنة ، الشعر (ويظهر لون الشعر رمادي مبكراً على الرأس والجسم) وشبكة العين .
يصيب حوالي 1% على الأقل من سكان العالم ويظهر في جميع الأجناس . فى حوالى نصف المصابين , يبدأ فقدان الصبغة قبل عمر 20 سنة . و فى خُمس الحالات , يكون أفراد آخرين من العائلة مصابين بالبهاق .
وبالرغم أن المصابين بالبهاق يكونون في صحة جيدة إلا إنهم يواجهون خطورة أكبر للإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل السُكَّرى ، مرض الغدة الدرقية ، فقرالدم الخبيث الناتج عن نقص فيتامين ب12 ، مرض أديسون الناتج عن خلل في الغدة الكظرية ، الحاصة البقعية ( بقع دائرية من سقوط الشعر ) .
الميلانين هي المادة الصبغية التى تحدد لون الجلد والشعر والعيون ، وتُنتَج فى خلايا تسمى الخلايا الملانية أو ميلانوسايت (Melanocytes) . فإذا لم تستطع هذه الخلايا من إنتاج الصبغة أو حدث نقص في عدد الخلايا الناتجة للملانين فهنا يتغير لون الجلد فيصبح أفتح لوناً من لون الجلد الطبيعي . وهناك حالات أخرى يتغيرفيها لون الجلد ويصبح لونه أبيض ( أبيضاض الجلد أو الوَضَح = Leukoderma) وهذه الحالة تتضمن الإصابات الرضحية الشديدة ، الحروق ، العدوى الجلدية العميقة .
أسباب البهاق :
أسبابه غير معلومة ولكن في بعض الأحيان تظهر أعراضها بعد إصابة فيزيائية مثل الإحتراق الشمسى أو بعد ضغوط نفسية .
يرجع تفسير أسباب حدوث البهاق إلى ثلاث نظريات وهي :
- إصابة الخلايا الصبغية بخلايا عصبية تعمل بطريقة غير سوّية .
- قد يكون هناك ردة فعل للمناعة الذاتية ضد الخلايا الصبغية ( يقوم الجسم بمهاجمة و تحطيم نسيجه الخاص حيث يعتبره كنسيج غريب ) .
- نظرية التسمم الذاتي : وهنا نجد أن الخلايا الصبغية تعمل على تكسير نفسها .
شدة المرض تختلف من إنسان إلى آخر إلى آخر . وقد يلاحظ الأفراد ذوى البشرة البيضاء فقدان الصبغة خلال فترة الصيف حيث يبرز الفرق بين الجلد المصاب والجلد المصطبغ بأشعة الشمس . الأفراد ذوى البشرة السمراء يمكن ملاحظة حدوث البهاق في أي وقت . وفي الحالة الشديدة من المرض نجد أن الصبغة يمكن أن تفقد من كل الجسم تماماً , ولكن لون العيون لا يتغير . وليس هناك طريقة للتنبؤ عن كمية الصبغة التى سيفقدها الفرد .
درجة فقدان الصبغة يمكن ان تتفاوت فى الرقعة البهاقية وهذا يعني أنه قد توجد عدة ظلال بنية اللون فى رقعة البهاق . وقد تُحدَد منطقة فاتحة من الجلد بحدود من الجلد الأكثر دكانة .
كثيراً ما يبدأ البهاق بفقدان سريع للصبغة ثم تليه فترة طويلة لا يتغير فيها لون الجلد , ثم يبدأ مرة ثانية بفقد الصبغة بعد حين . وفقدان اللون يستمر حتى ، ولأسباب غير معلومة ، تتوقف العملية . وقد تستمر دورات الفقدان تليها فترات الاستقرار لزمن غير معروف .
الحماية ضد التعرض للشمس :
تحتاج البشرة البيضاء إلى واقي ضد الشمس لأنها يمكن أن تحترق بسهولة ولكنها لا تصطبغ . وتحتاج البشرة العادية إلى واقي لحمايتها من حروق الشمس ( لأن الشمس يمكن أن تسبب انتشار البهاق ) ، ولتقليل التباين بين الجلد السليم و الجلد المصاب الأبيض :
- إرتداء ملابس واقية .
- الجلوس بعيداً عن الشمس وخاصة أوقات الذروة ( فترة الظهيرة )
- استعمال كريمات واقية من أشعة الشمس ( ذات عامل وقاية من الشمس SPF 30 ) .
استخدام مستحضرات التجميل :
- تساعد مستحضرات التجميل على إخفاء معالم البهاق . المساحيق والأصباغ يمكن استعمالها ، وبمساعدة متخصصين ، فتعطي نتيجة مُرضية ومقنعة .
- استخدام المساحيق الخافية والمقاومة ضد الماء .
- استخدام المستحضرات المحتوية على داي هيدروكسي أستون Dihydroxyacetone " السمرة بدون شمس tan without sun" . ويجب مراعاة عدم استعمالها على الجلد السليم المصطبغ لأنها تجعله أكثر سواداً .
العلاج :
يعتبر العلاج الحالىّ غير مقنع جداً .
- كريمات الاسيتروديات الموضعية : استعمال كريم كورتيزون مضاد للالتهابات قوى الفاعلية قد يعكس عملية البهاق إذا استخدم على المنطقة المصابة لعدة أسابيع وخاصة في المراحل الأولى للمرض .
- PUVA : هو علاج ضوئي يتطلب من المريض تناول دواء (Psoralen) ثم التعرض للأشعة فوق البنفسجية UVA . و قد ينتج عنه استعادة الصبغة تدريجياً ولكن جزئياً . ونلاحظ استجابة الأيدي والأقدام ضعيفة ولكن الوجه والجذع يستجيبان بشكل أفضل . وعند إيقاف العلاج نجد أن بعض الصبغة تختفي مرة ثانية . وتستغرق جلسات PUVA أقل من 5 دقائق , مرتين في الأسبوع و تستمر لمدة قد تصل إلى سنتين . و العلاج ب PUVA غير مناسب للأطفال و ذوي البشرة الشقراء جداً . وهو يتطلب ان يكون فقدان الصبغة لمدة أقل من 5 سنوات .
- هناك علاج استخدم حديثاً وهو العلاج الضوئى بالأشعة UVB فوق البنفسجية الضيقة المجال (narrowband UVB) , قد أثبت فاعليته خصوصاً عند إتباعه مع استعمال كريم كالسيبوتريول (Calcipotriol) وهو من العلاجات المستخدمة للصدفية .
- العلاج الجراحى : من أبحاث وتجارب بعض المراكز يتم إزالة الطبقة الجلدية العليا بطرق مختلفة وتعويضها واستبدالها بجلد مصطبِغ طبيعي سليم من أماكن أخرى . وقد سُجِّلت نتائج جيدة , خاصة إذا كان البهاق ثابت .
فى حالة إصابة شخص ذو بشرة سمراء ببهاق مؤثراً على جزء كبير من المساحات المكشوفة , نجد أن الشخص المصاب قد يميل إلى إزالة الصبغة . في هذه الحالة يستخدم كريم يحتوي على (monobenzyl ether of hydroquinone) على الجلد .
0 التعليقات:
إرسال تعليق